>>> يتبع في 3>>>[/b][/font][/color]
[color=orange][font=Arial Black][b]=تذكّر+
أخي الحبيب، أيُّهذا الشاكي، تذكَّر قبل كل شيء أنك عبدٌ لله، وأكرم بها من عبودية، وأعظم به من شرف؛ فعبوديتك لله تُحَرِّرُك من كل عبودية، حتى تحررك من نفسك التي بين جنبيك، فتصبح حرَّاً طليقاً عبدًا لربّ واحد، لا لأرباب متفرقين.
وإن لم ترض بهذه العبودية تناوشَتْكَ سائرُ العبوديات، فصرت أسيرًا لها، مُكَبَّلاً في أغلالها.
وإن مقتضى عبوديتك لله_عز وجل_أن تطيعه ولا تعصيه، وأن تشكره ولا تكفره، وأن تذكره فلا تنساه.
وأن تعلم أنه أمرك ونهاك؛ فأمرك بما فيه خيرك وفلاحك، ونهاك عمّا يفضي إلى شقائك، وسوء عاقبتك في دنياك وآخرتك.
إذا تقرر ذلك عندك فتذكر_أخي الحبيب_ما يلي:
=وقفات مع أضرار التدخين+
1_أن الدخانَ خبيثٌ، وربك يقول في محكم تنزيله: [وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ] (الأعراف: 157).
2_وأن الدخان تبذير، وربك_جلَّ في علاه_يقول: [وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ( 26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً] (الإسراء: 26_27).
فهل ترضى أن تلحق بزمرة المبذرين، وتكون من إخوان الشياطين ؟
3_وأن الدخان إسراف، والله_عزَّ وجلَّ_يقول: [إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ] (الأعراف: 31).
4_وأن الدخان قتل للنفس، والله_تبارك وتعالى_يقول: [وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً] (النساء: 29_30).
5_الدخان إلقاء باليد إلى التهلكة، والله_سبحانه وتعالى_يقول: [وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ] (البقرة: 195).
6_والدخان ضرر، والرسول_عليه الصلاة والسلام_يقول: = لاضرر ولا ضرار +(2).
7_ثم يا أخي الحبيب، كيف تطيب نفسك بأذية عباد الله عندما تدخن، فتلوث الهواء، وتجرح مشاعر الآخرين، وتؤذيهم بالأنفاس الكريهة، خصوصًا إذا كان التدخين في الأماكن العامة، كالطائرات، والقطارات، والأسواق، وأماكن الانتظار في المستشفيات ونحوها ؟ !
أما سمعت قول ربك_عزَّ وجلَّ_: [وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً] (الأحزاب: 58).
8_المساجد بيوت الله، أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه.
وقد أُمرنا أن نأخذ زينتنا عند كل مسجد، ونهينا في مقابل ذلك أن نقرب المسجد حال أكل الثوم أو البصل مع أنهما مباحان. كل ذلك حفاظ_اً على مشاعر المصلين، وحذرًا من أذيتهم وتكدير صفوهم، وبعداً عمّا يشوش عليهم، ويقطع عليهم عبادتهم، ومناجاتهم لربهم.
وإذا بك _أيها الحبيب_ تدخل المسجد وقد تعاطيت التدخين، فتؤذي عباد الله المؤمنين، وملائكة رب العالمين!.
ثم يا أخيَّ هبْ أنك وقفت أمام مسؤول كبير، أو أمام شخص تُجِلُّه وتستحيي منه، بأي صورة ستظهر أمامه ؟
لا شكّ أنك ستظهر بالمظهر اللائق؛ من حسن الهندام، وطيب الرائحة، ونحو ذلك.
فكيف إذاً تقف في الصلاة أمام جبار الأرض والسموات ورائحة الدخان تنبعث منك ؟ !
فأين إجلال الله، وأين وقاره في قلبك ؟
9_الناس تدفع الأموال لشراء الأطياب ذواتِ الروائح الزكية الفوّاحة، وتجار العطور يتنافسون في ابتكار أفخر الأطياب؛ كي تروق مختلف الأذواق، وكرامُ الناس يكرمون ضيوفهم بالطِّيب الذي ينعشهم، ويدخل السرور على قلوبهم.
وأنت_هداك الله_تدير ظهرك لهذا كله؛ فلا تألف إلا الروائح المنتنة، ولا ينبعث منك إلا ما يسؤوك وينوؤك، ويبعث على الاشمئزاز منك، والنفور من الجلوس قربك، بل والسلام عليك !.
10_زوجتُك الحانيةُ، التي وهبتك حبَّها الطاهرَ، وأشرقت عليك بحنانها وعطفها، وفتحت لك قلبها على مصراعيه، تحرص على رضاك وإسعادك بكل ما أوتِيَتْ من قوة، فلا تظهر أمامك إلا بأبهى حلة، وأزكى رائحة.
فهل ترضى_أيها الحبيب_أن تظهر زوجتك أمامك بثياب رثَّةٍ، وأن تأتي إليك فلا تشمَّ منها إلا الروائح التي لا تروقك ؟
لا إخالك ترضى بذلك؛ إذاً فأين العدل وأنت تأتيها ورائحتك تفوح من الدخان الذي تَضَمَّخْتَ به، فعلق بك، وانبعث منك ؟
أما سمعت قول ربك_عزَّ وجلَّ_: [وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ] (البقرة: 228).
قال ابن عباس_رضي الله عنهما_: = إني لأحب أن أتزيَّن للمرأة كما أحبُّ أن تتزيَّن لي المرأة؛ لأن الله_تعالى_يقول: [وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ] (البقرة: 228).
11_النسل مطلب ضروري، يسعى له العقلاء، ويطمح إلى تحصيله الفضلاء؛ فالشرع ندب إليه، ورغب فيه، وحذَّر من إهلاكه وقطعه.
وأنت بالتدخين تتسبب في حرمان نفسك من هذه النعمة، وتعرض نفسك للعقوبة.
فالتدخين يضعف النسل، ويضعف القدرة الجنسية، بل ويقود إلى العقم.
12_أولادك فلذة كبدك، وثمرة فؤادك، أنعم الله عليك بهم، وأمرك بالمحافظة عليهم، فأنت تحبهم، وتحرص على ما فيه نفعهم، وتخشى من نسمة الهواء العليل إذا هبت عليهم، هذا هو شأنك وشأن جميع العقلاء مع أولادهم.
ثم تراك _أيها الحبيب_ من حيث تدري أو لا تدري تسعى إلى دمارهم، وهلاكهم؛ فأنت بالتدخين تعرضهم للتشويه، ونقص النمو، وزيادة العيوب الخِلْقية؛ فللتدخين أثر بالغ على صحة أولاد المدخن.
بل إن بعض المختصين يعد النيكوتين سُمَّاً خاصَّاً للنطفة؛ فله خطورته على النسل والإخصاب.
13_صلاح الأولاد نعمةٌ جلَّى، ومنحة كبرى، فإذا صلحوا كانوا من أسباب سعادة والدهم؛ فصلاحهم واستقامتهم يسعى إليه كل عاقل رشيد، وفسادهم وانحرافهم يخشاه ويرهبه كل ذي رأي سديد.
وأنت_أرشدك الله_تتسبب في إغوائهم وانحرافهم؛ فهم_وإن ولدوا أصحاءَ أقوياءَ، وسلموا من أضرار التدخين الصحية_فإنهم لن يسلموا من تبعات التدخين الخُلُقية، فسيعمدون إلى تقليدك ومحاكاتك.
وينشأ ناشىءُ الفتيان منا
على ما كان عوَّدَه أبوه
14_بر الوالدين عظيم، وعقوقهما جرم جسيم، وشرب الدخان قد يقود إلى العقوق، ويصد عن البر؛ ذلك أن المدخن يخشى إن اقترب من والديه أن يشمّا رائحته، فيعاقباه أو يغضبا لفعله، فيقوده ذلك البعد عنهما، والحذر من الاقتراب منهما، ثم يتمادى به الأمر إلى أن يألف العقوق ويعتاده.
15_صلة الرحم واجبة، وقطيعتها كبيرة موجبة للعقوبة واللعنة.
قال_تعالى_: [فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ] (محمد: 22 ،23).
والتدخين كثيرًا ما يصرفك عن الصلة، ويقودك إلى القطيعة؛ فقد يكون لك أقارب صلحاء، أو ممن لا يرضون لك أن تدخن، فإذا هممت بزيارتهم خشيت أن يعلموا بحالك، فينزل قدْرُكَ عندهم.
وربما خشيت أن يطول بك المقام عندهم، فلا تحتمل ترك التدخين طوال هذه المدة.
وهكذا تقطع أرحامك، وتُحْرَمُ أجرَ الصلةِ، وبركةَ دعوات الأقارب.
فأي خير يرجى من عمل يتسبب في عقوق الوالدين، وقطيعة الأرحام ؟ !
16_المال مال الله، ملَّكَكَ إيّاه، وابتلاك به، فأمرك أن تكسبه من حله، وأن تنفقه في حله.
فهل قمت بذلك وأنت تبذل المال في سبيل التدخين ؟
لا، وإنما أنفقته في غير حله، وبَذَّرْتَهُ وأفسدته.
وليت الأمر يقف عند تبذيره فيما لا ينفع ولا يضر، بل إنك بالتدخين أنفقته فيما يعود عليك بالضرر في دينك وصحتك.
بل إنك أضعت المال_زيادة على ذلك_في خذلان أمتك، ودعم أعدائها الذين يحاربونها ليل نهار.
وبفضل جهدك قد غدوت لصانعي
تلك السموم السود خيْرَ مُعينِ
تَحْبُوهُمُ المالَ الذي لولاه لم
يجدوا السبيلَ لكيد هذا الدينِ
بل إن هناك أضرارًا مالية أخرى تَحْدُثُ بسبب التدخين، وذلك من خلال ترويجه، والاتِّجاربه، والأموال التي تبذل في مكافحته، والدراسات التي تعقد لبيان أضراره، وسبل الوقاية منه، والتي تُصرف في سبيل علاج المتضررين منه.
فإذا أقلعت عن التدخين ساهمت في التقليل من حجم تلك الخسائر الفادحة، وسَلِمْتَ من التعاون على الإثم والعدوان.
17_الحياة غاليةٌ، وهي قصيرة في الوقتِ نفسه، وأنت بالتدخين تُقَصِّرُها قِصَراً يتناسب مع كمية ما تدخن، والذين لا يدخنون أطول أعمارًا من المدخنين، وكلما تَقَدَّم البدءُ بالتدخين كان الأثر أوضح، والخطر أفدحَ.
بل إن معظم وفيات العالم الصناعي إنما هي بسبب التدخين؛ حيث يموت في العالم سنويَّ_اً بسبب التدخين؛ وحده مليونان وخمسمائة ألف شخص، وفي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها 350 ألفًا.
وقد أجمعت البحوث العلميةُ على أن السجائرَ هي من كبرى المهلكات التي تصيب الإنسان بالعجز، وتُهَدِّدُهُ بالفناء، فالشاب البالغ من العمر 30 عامًا، ويدخن 15 سيجارةً في اليوم _يقْصُر عمره بما يعادل خمس سنوات عن الشخص الذي يدخن(3).
فضلاً عن أن سنواتِ عُمُره الأخيرةَ تكون كلُّها معاناةً من الأثر السيِّئ للتدخين.
18_السعادة هدف منشود، ومطلب مُلِحٌّ، وكلُّ الناس يسعى لها، ويبحث عن السبل الموصلة إليها، وأنت بالتدخين تحرم نفسك من السعادة الحقيقية، وتقلل من فرص الاستمتاع بحياة هادئة طيبة، وتزعم مع ذلك أنك تجد السعادة والراحة، وما علمت أن ما تشعر به إنما هو مجرد أوهام، وأن السعادة الحقيقية تجدها عندما تقلع عن التدخين مخلصًا لله_عز وجل_.
وإلا كيف يشعر المدخن بالسعادة وحياتُه مليئةٌ بالأسقام، مهددة بالأخطار ؟ فالمدخنون في الحقيقة يعيشون حياة التعاسة والشقاء.
19_العقلُ نعمةٌ عظيمةٌ، ميَّزَك الله به عن سائر الخلق، وفضلك به على كثير ممن خلق تفضيلاً.
وأنت بالتدخين تسعى إلى تعطيل تلك النعمة، وإلى إطفاء ذلك النور؛ فالتدخين يؤثر في العقل، ويضعف التفكير، ويؤدي إلى البلادة وهبوط مستوى الذكاء، وهذا مشاهد في الطلاب وغيرهم.
ولقد أجرى المختصون الأمريكانُ تجاربَ لاختبار الذكاء بين طلاب المدارس، فتبين لهم بشكل واضح أن المدخنين أقلُّ ذكاءً من غيرهم، وأن مقدرتهم على الفهم والحفظ أقلّ من غيرهم ممن لا يدخنون.
بل إن تأثير التدخين على المخ بالذات يختلف عن كثير من المواد الأخرى المسببة للإدمان؛ فتأثيره يصل إلى المخ في أقلَّ من دقيقة من إشعال السيجارة وبدء التدخين.
20_القلب ملك الأعضاء لا تخفى أهميته، ولا تُجهل خطورةُ إصابته.
وأنت تعرضه للدمار ليل نهار؛ فتعرضه للجلطة، وتصلب الشرايين، وموت الفجأة، وجلطات الأوعية الدموية، ونحو ذلك من الأمراض.
21_عيناك هما نافذتك على الحياة، بهما تبصر الأشياء، وتنظر في ملكوت السموات والأرض.
وبالتدخين تسعى لإغلاق تلك النوافذ، وإطفاء ذلك النور أو إضعافه؛ فلقد اكتشفت دراسةٌ حديثةٌ أن تدخينَ أكثرَ من علبة سجائر واحدة في اليوم يزيد من احتمال الإصابة بالماء الأزرق، ومرض إعتام العين.
كما أنه يؤدي إلى التهاب الجفون، وزيادة تحسسها، بل ويؤدي إلى التهاب عصب الأبصار، والعمى.
22_العقلاء_يسعون للمعالي، ويترقَّون في درج المكارم، وأنت بالتدخين تنزل نفسك إلى الحضيض، وتهوي بها في الدركات؛ فالتدخين يُزري بك، ويثلم مروءتك، وينقص من قدرك، ويدل على ضعف إرادتك، وسفول همتك.
ولا أظنك_أيها الحبيب_ترضى لنفسك بهذا السقوط.
فأين أنت إذًا من الإمام الشافعي×إذ يقول:
= لو علمت أن الماءَ الباردَ يثلم مروءتي لما شربته + (4) !
23_التدخين يثقل عليك العبادة، ويكَرِّهُك بالخير وفِعْلِه، بل ويجرك إلى غيره من الجرائم، والمنكرات، والمسكرات، والمخدرات.
تلك العصا من هذه العصية
لا تلد الحيَّةُ إلا حيةْ
24_صحبة الفضلاء شرف وفضيلة، والبعد عنهم والزهد بهم خسارة أيمّا خسارة.
والتدخين يدعوك إلى مخالطة الأراذل والسفل، ويزهِّدك بالأكابر والأفاضل والأخيار، وهذا من أعظم النقص عليك.
25_كم أنت محتاج إلى القوة والنشاط والحيوية؛ كي تنبعث إلى العمل بقوة، وإخلاص، وجدية.
والتدخين يوهن قواك، ويضعف قدرتك، ويورثك الخمول والكسل، بل ربما أفقدك القدرة على العمل؛ فتصبح بذلك عالة على أهلك، وأمتك.
26_الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرفه إلاّ المرضى، والصحة كنز عظيم لا يوجد في خزائن الأغنياء، والناس تحافظ على صحتها، وتهرب من الأمراض صغيرها وكبيرها.
وأنت تدمر نفسك بنفسك، وتسعى لِحَتْفِكَ بظِلْفِك من حيث تشعر أو لا تشعر، فلا يكاد عضوٌ من أعضاء المدخن يسلم من أضرار التدخين.
وها هو الطب لا يفتأ يذكر لنا بين الفينة والأخرى ضررًا من أضرار التدخين، التي يصعب حصرها واستقصاؤها.
يا مَنْ يُريدُ دمارَ صِحّتِهِ وَيَهْـ
وَى الموتَ منتحرًا بلا سِكِّينِ
لا تيأسنَّ فإنَّ مثلَكَ واجدٌ
كلَّ الذي يرجوه بالتدخينِ
27_الناس يرعبها مرض السرطان، وترتعد فرائصها عند ذكره؛ خوفاً وفزعاً منه.
وأنت تلقي نفسك في براثنه، وتقدم عليه بخطى حثيثة مسرعة!
أما علمت أن التدخين سبب رئيس للسرطان بأنواعه المتعددة ؟ فهو سبب لسرطان الرئة، وسرطان الحنجرة، وسرطان الشفة، وسرطان البلعوم، وسرطان المريء، وسرطان الفم، وسرطان اللسان، وسرطان البنكرياس، وسرطان المثانة، وسرطان الكُلى.
28_الأسنان جمال الإنسان، والناس تسعى سعيها كي تظهر بالمظهر اللائق، فيحرصون على الأسنان، ويبذلون الأموال الطائلة في سبيل علاجها، والمحافظة على سلامتها وجمالها وبريقها.
وأنت_هداك الله_تسعى لتسوسها، واصفرارها، وتتسبب في التهاب اللثة، وتقرحات الفم واللسان، وتشويه الشفاه، ووسخ الأسنان.
29_السموم تفتك بالصحة، وتقود إلى الهلاك، ولو أقْدَم أحدٌ على تعاطيها لاتُّهِمِ في عقله.
وأنت تَتَحَسَّى السمومَ قريرَ العين، وبمحض إرادتك، بل وتدفع مالك في سبيل ذلك.
أما علمتَ أن الدخان يحتوي على مركبات يصل عددها إلى 1000 مركب، وأن أشدها خطرًا، وأعظمها ضررًا هو النيكوتينُ، وأولُ أكسيد الكربون؛ فالنيكوتين موجود في أوراق التبغ الخضراء والمُخَمَّرة، ونسبته في الأوراق الخضراء تتراوح ما بين 2% إلى 10%، وفي المخمرة ما بين 0. 5 % إلى 5%.
أما السجائر المتداولة في السوق فنسبته فيها تتراوح ما بين 1% إلى 3%.
ومن خلال التجارب التي أجريت على النيكوتين ثبت الآتي:
أ_أن النيكتوين يؤثر على جميع أنسجة الجسم.
ب_وأن جراماً واحداً منه يكفي لقتل عشرة كلاب من الحجم الكبير دفعة واحدة.
ج__وأن حقنةً منه تُقدَّرُ بسنتيمتر مكعب كافيةٌ لقتل حصان قوي في لحظات قليلة.
د_وأن قطرةً منه في فأرة تمتيها في الحال.
ه__وأن 50 ملليجرامًا منه فقط، تقتل الإنسان في لحظات، خصوصاً إذا حقنت فيه عن طريق الوريد.
أما أول أكسيد الكربون فإنه يؤثر على قدرة الدم على حمل الأوكسجين، وفي استفادة الأنسجة منه، ونسبةِ تأثيره في دم المدخنين تصل إلى 5% بينما هي 1% عند غير المدخنين.
30_وبالجملة فالتدخين سبب لأمراض عديدة، ومن شأنها أن تهلك الإنسان، وتُنَغِّصُ عليه حياته.
فأضراره الصحية لا تقف عند حد، بل لا يكاد يترك عضوًا إلا ويُلْحِق به الضرر، فمما يسببه التدخين من أمراض_زيادة على ما مضى_ما يلي:
الربو، ضيق النفس، نشاط الإفرازات المخاطية في القنوات الشُّعبية، السعال، البصاق، البلغم، السل الرئوي، ضعف كفاءة الرئة، سوء الهضم، تَلَيُّف الكبد، السكتة الدماغية، الذبحة الصدرية، إصابة شرايين المخ بالتصلب، ضيق شرايين الدماغ، الشعور بالامتلاء والانتفاخ والغثيان، حالات الإسهال والإمساك المزمن، الصداع، الشعور بالدوران، الأرق، الفشل الكلوي، ضعف السمع وتشوشه، فقدان حاسة الشم أو إضعافها، ضعف الجهاز المناعي والاستعداد للإصابة بأمراض خطيرة، زيادة أمراض الحساسية، التهابات الجلد، قرحة المعدة والاثني عشر.
أضف إلى ذلك أن المدخنين كغيرهم، من حيث إنهم معرضون لسائر الأمراض، ولكن تزداد مضاعفة المرض بسبب التدخين.
هذا غيض من فيض من الأضرار الصحية؛ فيا عجباً لعاقل حريص على صحته وهو مقيم على شربه !.
31_أضرار التدخين تتعدى إلى الآخرين؛ فهو يؤثر على الحمل والجنين _كما مر_ كما يتسبب في اشتعال الحرائق، وتلويث الهواء، بل إن هناك ارتباطاً بين التدخين وحوادث السيارات.
أيها الحبيب، وبعد هذا كله ألم تقتنع تماماً بخطر التدخين وحرمته وضرره ؟.
أليس فيما مضى ذِكْرُه عبرةٌ لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد ؟
ستقول_كعادتك_بلى، بلى.
وأقول: متى ستقلع عن التدخين إذًا ؟
ستقول: غدًا، أو بعد غدٍ، أو بعد ذلك سأحاول الإقلاع عن التدخين.
إذًا أظنك لم تقتنع بما قيل سابقاً، بل ستستمر على التدخين، ولن تقلع عنه أبدًا.
ستقول: لا، عفوًا، إنني مقتنع تمام الاقتناع بما مضى، ولكن يعُزُّ عليَّ ترك التدخين، ويصعب عليَّ الخلاص منه بسهولة، وأخشى ألا أستمر على تركه.
إذاً ما الحل أيها الحبيب ؟ هل نقف أمام طريق مسدود ؟ ونرضى منك أن تواصل التدخين حتى يهوي بك في مكان سحيق ؟
ستقول: لا يا أخي؛ لم يصل الأمر إلى هذا الحد.
إذاً ما العمل ؟
ربما تقول: لَعَلِّي أسلك طريقًا آخر؛ كي أنجو من أضرار التدخين، فسأتحوَّل عن التدخين إلى الغليون، أو الشيشة؛ فعلها أقلُّ ضررًا، وأهون خطرًا !
وأقول لك: ما أنت _والحالة هذه_ إلا:
كالمستجير من الرمضاء بالنار
أما علمت أن ما مضى ذكره من أضرار التدخين ينطبق على الشيشة والغليون ونحوها ؟
ربما تقول: إذاً سأنتقل إلى نوع خفيف من السجائر ذاتِ المحتوى المنخفض من النيكوتين والقطران؛ فحنانيك بعض الشر أهونُ من بعض !
وأقول لك: إن هذه خُدعةٌ كبرى، قد ثبت ضررها، وعدم جدواها، وذلك لما يلي:
أ_أن ذلك سبب لتدخين أكبر عدد من السجائر.
ب_أن المدخنين في هذه الحالة يسحبون عددًا أكثر من الأنفاس من السيجارة الواحدة.
جـ _ وأنهم يستنشقون الدخان بعمق، ويحتفظون به أطول فترة ممكنة؛ ليعوضوا نسبة النيكوتين التي فقدوها.
د_كل ذلك يؤدي إلى امتصاص المزيد من النيكوتين والقطران، ويحدث هذا بطريقة لا إرادية، دون أن يشعر بها المدخن.
فكيف تلجأ إلى هذا الحل إذاً ؟
ربما تقول بعد ذلك: لقد أعيتني الحيل، وضاقت بي السبل.
أقاطعك فأقول: لا يا أخيَّ، ما أعيتك الحيل، ولا ضاقت بك السبل؛ فلكلِّ داءٍ دواءٌ، ولكل مُعْضِلةٍ حلٌّ، وما مِنْ قُفْلٍ بلا مفتاح، وإلا فما هو بقفل!
ستقول: وما الحل ؟
أقول لك: أن تقلع عن التدخين فورًا، وأن تهجره بلا رجعة. ستقول بزفرة، ولهفة، وأمل، وشوق: كيف الوصول إلى ذاك السبيل ؟ وكيف النجاة من هذا الداء الوبيل ؟ وما العلاج الناجع، والدواء النافع من هذا السمِّ الزعافِ الناقع ؟
أقول لك حينئذٍ: أيها الحبيب، كل ما تريده ستجده طالم_اً بحثت عنه، وسعيت له سعيه، وطرقت أبوابه، وأخذت بأسبابه؛ فأعرني سمعك، وافتح لي قلبك؛ فستجد_إن شاء الله_ما يشفي عِلَّتَك، ويروي غلتك.
ففي ما يلي ذكر لبعض الأمور المعينة لك على ترك التدخين:
=الأمور المعينة على ترك التدخين+: